بقبا امرأة لا زوج لها مسلمة قال فرأيت انسانا يأتيها في جوف الليل فيضرب عليها بابها فتخرج إليه فيعطيها شيئا معه فتأخذه فاستربت لشأنه فقلت لها يا أمة الله من يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجي إليه فيعطيك شيئا لا أدرى ما هو وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك قالت هذا سهل بن حنيف بن واهب قد رآني امرأة لا أحد لي فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها فجائني بها فقال احتطبي بها فكان على " ع " يأثر ذلك من أمر سهيل بن حنيف حتى هلك عنده بالعراق.
قال الفضل بن شاذان: ان سهل بن حنيف من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين وعده البرقي مع أخيه عثمان في شرطة الخميس وولاه أمير المؤمنين واستخلفه عليها لما خرج لقتال الناكثين ثم شهد معه صفين وكان من أحب الناس إليه عليه السلام.
وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين: ان أمير المؤمنين " ع " لما أراد المسير إلى أهل الشام استشار من معه من المهاجرين والأنصار في ذلك فأجابه جماعة من الصحابة وكان ممن تكلم في ذلك اليوم سهل بن حنيف فإنه قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أمير المؤمنين نحن سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت ورأينا رأيك ونحن كف يمينك وقد رأينا رأيك ان تقوم في هذا الامر بأهل الكوفة وتأمرهم بالشخوص وتخبرهم بما صنع الله لهم في ذلك من الفضل فإنهم هم أهل البلد وأهل الناس فان استقاموا لك استقام لك ما تريد وتطلب. واما نحن فليس عليك منا خلاف متى دعوتنا أجبناك ومتى أمرتنا أطعناك.
وروى أبو مخنف: قال لمال نزل على " ع " ذا قار كتبت عائشة من البصرة إلى حفصة بنت عمر وهي بالمدينة اما بعد فإني أخبرك ان عليا " ع " قد نزل ذا قار وأقام بها مرعوبا خائفا لما بلغه من عدتنا وجماعتنا فهو بمنزلة الأشتر إن تقدم عقر وان تأخر نحر فدعت حفصة جواري لها يغنين ويضربن بالدفوف فأمرتهن ان يقلن في غنائهن: