ليأخذن بأعناقنا فأجمعا على مراسلة القبائل واستمالة العرب فأرسلا إلى وجوه الناس وأهل الرياسة والشرف يدعونهم إلى الطلب بدم عثمان وخلع على " ع " واخراج ابن حنيف من البصرة فبايعهم على ذلك الأزد وضبة وقيس بن عيلان كلها الا الرجل والرجلين من القبيلة كرهوا أمرهم فتواروا عنهم وأرسلوا إلى هلال ابن وكيع التميمي فلم يأتهم فجائه طلحة والزبير إلى داره فتوارى عنهما فقالت له أمه ما رأيت مثلك اتاك شيخا قريش فتواريت عنهما فلم تزل به حتى ظهر لهما وبايعهما ومعه بنو عمرو بن تميم كلهم وبنو حنظلة إلا بنى يربوع فان عامتهم كانوا شيعه لعلى " ع " وبايعهم بنو دارم كلهم إلا نفرا من بنى مجاشع ذوي دين وفضل فلما استوسق لطلحة والزبير أمرهما خرجا في ليلة مظلمة ذات ريح ومطر ومعهما أصحابهما قد لبسوا الدروع وظاهروا فوقها بالثياب فانتهوا إلى المسجد وقت صلاة الفجر وقد سبقهم عثمان بن حنيف إليه وأقيمت الصلاة فتقدم عثمان ليصلي بهم فأخره أصحاب طلحة والزبير فقدموا الزبير فجاءت السبابحة وهم الشرط حرس بيت المال فاخروا الزبير وقدموا عثمان فغلبهم أصحاب الزبير فقدموه وأخروا عثمان فلم يزالوا كذلك حتى كادت الشمس ان تطلع وصاح بهم أهل المسجد ألا تتقون أصحاب محمد وقد طلعت الشمس فغلب الزبير فصلى بالناس فلما فرغ من صلاته صاح بأصحابه المتسلحين أن خذوا عثمان فأخذوه بعد أن تضارب هو ومروان بن الحكم بسيفيهما فلما أسر ضرب ضرب الموت ونتف حاجباه وأشفار عينيه وكل شعرة من رأسه ووجهه وأخذوا السبابجة وهم سبعون رجلا فانطلقوا بهم وبعثمان بن حنيف إلى عائشة فقال لأبان بن عثمان أخرج إليه فاضرب عنقه فان الأنصار قتلت أباك وأعانت على قتله فنادى عثمان يا عائشة ويا طلحة ويا زبير ان أخي سهل بن حنيف خليفة علي بن أبي طالب على المدينة وأقسم بالله ان قتلتموني ليضعن السيف في بنى أبيكم ورهطكم وأهلكم فلا يبقى أحدا منكم فكفوا عنه وخافوا ان يوقع سهل بن حنيف بعيالاتهم وأهم بالمدينة فتركوه وأرسلت
(٣٨٧)