المقام الأول في الاجتهاد وهو لغة بذل الوسع، كما في الصحاح ومختاره والقاموس والنهاية ولسان العرب، وفي الأخيرين: " وهو افتعال من الجهد الطاقة ".
وكأن ما في المعالم والفصول والكفاية وغيرها من أنه تحمل المشقة مبني على أنه افتعال من الجهد - بالفتح أو به وبالضم - بمعنى المشقة كما صرح به في المعالم.
لكنه خلاف المتبادر منه عرفا. وكأنه بلحاظ ملازمة بذل الوسع للمشقة غالبا قال في مفردات الراغب: " والاجتهاد أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة ". والامر سهل.
وأما في الاصطلاح فقد اختلفت كلماتهم في تعريفه وتحديده ففي المعالم وعن العلامة والحاجبي وجماعة: أنه استفراغ الفقيه الوسع في تحصيل الظن بالحكم الشرعي، وعن البهائي قدس سره: أنه ملكة يقتدر بها على استنباط الحكم الفرعي، وقيل غير ذلك.
قال في تقرير درس بعض الأعيان المحققين قدس سره: " ولكن الظاهر أن اختلاف عباراتهم في شرح معناه المصطلح ليس لأجل اختلافهم في حقيقته، بل هو عند الجميع عبارة عن استفراغ الوسع في إعمال القواعد لتحصيل المعرفة بالوظيفة الفعلية من الواقعية والظاهرية، وأن المقصود من تلك العبارات هو مجرد الإشارة إليه بوجه ما ". وسبقه إليه في الجملة المحقق