وجهة أصل الكشف المشترك بينه وبين سائر الأمارات.
وجهة كمال الكشف وتمامية الاراءة المختص به المميز له عن الأمارات.
ولا يخفى أن تلك الجهات ليست جهات حقيقية حتى يكون العلم مركبا منها، بل هو أمر بسيط في الخارج، وإنما هي جهات يعتبرها العقل ويحلله إليها بالمقايسات، كالأجناس والفصول للبسائط الخارجية، وكاعتبار كون الوجود الكامل الشديد ممتازا عن الناقص الضعيف بجهة التمامية، مع أن الوجود بسيط، لا شديده مركب من أصل الوجود والشدة، ولا ضعيفه منه ومن الضعف، كما هو المقرر في محله (1).
وبالجملة: هذه الجهات كلها حتى جهة القيام بالنفس اعتبارية، يمكن للمعتبر أن يعتبرها ويجعلها موضوعا لحكم من الأحكام.
فالأقسام ستة:
الأول: أخذه بنحو الصفتية - أي بجهة قيامه بالنفس مع قطع النظر عن الكشف عن الواقع - تمام الموضوع.
والثاني: أخذه كذلك بعض الموضوع.
والثالث: أخذه بنحو الطريقية التامة والكشف الكامل تمام الموضوع.
والرابع: أخذه كذلك بعض الموضوع.
والخامس: أخذه بنحو أصل الكشف والطريقية المشتركة بينه وبين سائر الأمارات تمام الموضوع.