فإن العلم هو الإضافة الاشراقية بين النفس والمعلوم بالذات، بها يوجد المعلوم كوجود المهيات الإمكانية بالفيض المقدس الإطلاقي، وله - أيضا - إضافة بالعرض إلى المعلوم بالعرض الذي هو المتعلق المتحقق في الخارج.
وقيام العلم بالنفس وكون الصورة المعلومة بالذات فيها، بناء على عدم كون العلم من مقولة الإضافة، كما ذهب إليه الفخر الرازي (1) فرارا عن الإشكالات الواردة على الوجود الذهني. فما وقع في تقريرات بعض المحققين رحمه الله - من قيام الصورة في النفس من غير فرق بين أن نقول: إن العلم من مقولة الكيف أو مقولة الفعل أو الانفعال أو الإضافة (2) - ناش عن الغفلة عن حقيقة الحال.
وبالجملة: أن العلم له قيام بالنفس وإضافة إلى المعلوم بالذات وإضافة إلى المعلوم بالعرض، بل هذه الإضافة على التحقيق هي علم النفس، وهو أمر بسيط، لكن للعقل أن يحلله إلى أصل الكشف وتمامية الكشف، فعليه يكون للقطع جهات ثلاث:
جهة القيام بالنفس مع قطع النظر عن الكشف، كسائر أوصافها مثل القدرة والإرادة والحياة.