الأربعة وبطل قول الرافضة الطاعنين على أبي بكر وعمر وعثمان وعلى بطلان قول الخوارج الطاعنين على عثمان وعلي، ولنرجع إلى التفسير.
أما قوله: * (ليستخلفنهم) * فلقائل أن يقول أين القسم المتلقى باللام والنون في * (ليستخلفنهم) *، قلنا: هو محذوف تقديره: وعدهم الله (وأقسم) ليستخلفنهم أو نزل وعد الله في تحققه منزلة القسم فتلقى بما يتلقى به القسم كأنه قال أقسم الله ليستخلفنهم.
أما قوله: * (كما استخلف الذين من قبلهم) * يعني * (كما استخلف) * هارون ويوشع وداود وسليمان وتقدير النظم ليستخلفنهم استخلافا كاستخلاف من قبلهم من هؤلاء الأنبياء عليهم السلام، وقرئ كما استخلف بضم التاء وكسر اللام، وقرئ بالفتح.
أما قوله تعالى: * (وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) * فالمعنى أنه يثبت لهم دينهم الذي ارتضى لهم وهو الإسلام، وقرأ ابن كثير وعاصم ويعقوب * (وليبدلنهم) * ومن الإبدال بالتخفيف والباقون بالتشديد، وقد ذكرنا الفرق بينهما في قوله تعالى: * (بدلناهم جلودا غيرها) * (النساء: 56).
أما قوله: * (يعبدونني لا يشركون بي شيئا) * ففيه دلالة على أن الذين عناهم لا يتغيرون عن عبادة الله تعالى إلى الشرك. وقال الزجاج يجوز أن يكون في موضع الحال على معنى: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات في حال عبادتهم وإخلاصهم لله ليفعلن بهم كيت وكيت ويجوز أن يكون استئنافا على طريق الثناء عليهم.
أما قوله: * (ومن كفر بعد ذلك) * أي جحد حق هذه النعم * (فأولئك هم الفاسقون) * أي العاصون.
* (وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون * لا تحسبن الذين كفروا معجزين فى الارض ومأواهم النار ولبئس المصير) *.
أما تفسير إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، ولفظة لعل ولفظة الرحمة، فالكل قد تقدم مرارا.
وأما قوله: * (لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض) * فالمعنى لا تحسبن يا محمد الذين كفروا سابقين فائقين حتى يعجزونني عن إدراكهم. وقرئ * (لا يحسبن) * بالياء المعجمة من تحتها، وفيه أوجه: أحدها: أن يكون معجزين في الأرض هما المفعولان، والمعنى لا يحسبن الذين كفروا