وهذا غاية ما يكون من الاحتياط للأمة وحسم مادة الفتنة وإطماع من طمع في هذا الأمر من غير أهله وتنبيهه للمسلمين على فضل فاضلهم والتوقيف على مراشدهم ومصالحهم وقد كانوا قالوا لعمر ألا تعهد فقال إن أعهد فقد عهد من هو خير مني يعني أبا بكر وإن أترك فقد ترك من هو خير مني يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر له عبد الله ابنه لأجل فضله وعلمه ونسكه وكثرة الرضا بمثله فقال لم أكن بالذي أتحملها حيا وميتا وقال يكفي آل الخطاب أن يسأل منهم رجل واحد.
وقال: أما إنه لو حضرني سالم مولى أبي حذيفة لرأيت أني قد أصبت الرأي وما تداخلني فيه الشكوك وفي خبر آخر أبو عبيدة بن الجراح أو سالم يريد مشاورة سالم وأخذ رأيه دون العقد له لأنه أحد.