أن هذه الحوادث فعل للعبد الفاعل لما يكون عنده من هذه الأمور.
يقال لهم لم قلتم ذلك وما دليلكم عليه ففي نفس هذا خالفناكم فلا تجدون فيه متعلقا سوى الدعوى.
ثم يقال لهم فيجب على موضوع اعتلالكم لو أجرى الله العادة بفعل سكون الحبل وحبس الحجر في مكانهما عند مباينة يد الإنسان لهما وترك اعتماده عليهما وفعل تحريكهما وخروجهما عن المكان عند مماسة يد الإنسان لهما واعتماده عليهما حتى يحبس الحجر في مكانه ويسكنه كلما فارقه العبد وباينه ويخرجه عن المكان ويفعل ذهابه كلما ماسه واعتمد عليه وقصد حبسه في المكان أن يكون ذهاب الحجر عن المكان وحركته متولدا عن مباينة يده له وترك اعتماده عليه وذهابه وخروجه عن المكان متولدا عن مماسة يده له واعتماده عليه في جهة المكان وقصده إلى حبسه فيه إذا فعل الله ذلك أبدا على وتيرة واحدة وأجرى به العادة لأن ذلك مقدور عندنا وعندكم.
وكذلك لو أجرى العادة بأن يفعل الألم الشديد العظيم عند الضرب اليسير ولا يفعل الألم العظيم الكثير عند شديد الضرب بل يفعل ما ينافيه من اللذات لوجب أن يكون يسير الضرب مولدا لعظيم الألم وشديده مولدا ليسيره. ولو أجرى العادة بأن يفعل اجتماع أجزاء الكون ومجاورتها عند الزجة وتفرق أبعاضه ومباينتها عند إمساكه الرفيق في اليد