الصفات من لم تكن له من قبل ومن جاز أن يفارقه الصفات والله سبحانه يتعالى عن ذلك.
وقد دللنا فيما سلف على إثبات هذه الصفات لله سبحانه وبينا أنه لا يجوز حدوثها له. لأن ذلك يوجب أن تكون من جنس صفات المخلوقين وأن تكون ذات أضداد كصفات المخلوقين وأن يكون الباري سبحانه قبل حدوثها موصوفا بما يضادها وينافيها من الأوصاف. ولو كان ذلك كذلك لوجب قدم أضدادها ولاستحال أن يكون القديم سبحانه موصوفا بها في هذه الحال وأن يوجد منه من ضروب الأفعال ما يدل على كونه عالما قادرا حيا. وفي بطلان ذلك دليل على قدم هذه لصفات وأن الله سبحانه لا يجوز أن يتغير بها ويصير له حكم لم يكن قبل وجودها إذ لا أول لوجودها.
وأما الوصف فهو قول الواصف لله تعالى ولغيره بأنه عالم حي قادر منعم متفضل وهذا الوصف الذي هو كلام مسموع أو عبارة عنه غير الصفة القائمة بالله تعالى التي لوجودها به يكون عالما وقادرا ومريدا.
وكذلك قولنا زيد حي عالم قادر هو وصف لزيد وخبر عن كونه على ما اقتضاه وجود الصفات به وهو قول يمكن أن يدخله الصدق والكذب. وعلم زيد وقدرته هما صفتان له موجودتان بذاته يصدر الوصف والاسم عنهما ولا يمكن دخول الصدق والكذب فيهما.
فإن كان الله الواصف لنفسه بأنه حي عالم قادر قديم أزلي كان