وإياهم على فساد ما أدى إلى ذلك دليل على فساد قولهم وصحة قول المسلمين والنصارى في هذا الباب.
وكذلك أيضا يقال للخرمذانية الذين يقولون بتواتر الرسل: أليس قد نقل من خالفكم من كافة المسلمين عن نبيهم أنه قال: (لا نبي بعدي) وأنه أكد ذلك وقرنه بما علموا به ضرورة قصده إلى نفي كل نبي على التأبيد وعلى كل حال فإذا قالوا: أجل قيل لهم فهل هم عندكم صادقون في نقلهم ذلك أم؟ كاذبون فإن قالوا: هم صادقون أبطلوا إثبات نبوة أحد بعد محمد صلى الله عليه وسلم وإن قالوا قد كذبوا في هذه الدعوى عليه قيل لهم: فما أنكرتم أيضا من أن تكونوا كاذبين في نقل أعلامه وما أنكرتم من جواز الكذب على اليهود والنصارى وسائر نقلة الأعلام؟ وإن جاز هذا جاز أيضا عليكم الكذب في نقلكم أعلام كل نبي أثبتم نبوته وبطل أصل دينكم ولا جواب لهم عن شيء من ذلك.