فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس قال رسول الله (ص): لا تحرسوني إن ربي قد عصمني.
حدثني يعقوب بن إبراهيم وابن وكيع، قالا: ثنا ابن علية، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق: أن رسول الله (ص) كان يعتقبه ناس من أصحابه، فلما نزلت:
والله يعصمك من الناس خرج فقال: يا أيها الناس الحقوا بملاحقكم، فإن الله قد عصمني من الناس.
حدثنا هناد، قال: ثنا وكيع، عن عاصم بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، قال: كان النبي (ص) يتحارسه أصحابه، فأنزل الله: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته... إلى آخرها.
حدثني المثنى، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم، قال: ثنا الحرث بن عبيد أبو قدامة الإيادي، قال: ثنا سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة، قالت: كان النبي (ص) يحرس، حتى نزلت هذه الآية: والله يعصمك من الناس قالت: فأخرج النبي (ص) رأسه من القبة، فقال: أيها الناس انصرفوا، فإن الله قد عصمني.
حدثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن القرظي:
أن رسول الله (ص) ما زال يحرس حتى أنزل الله: والله يعصمك من الناس.
واختلف أهل التأويل في السبب الذي من أجله نزلت هذه الآية، فقال بعضهم: نزلت بسب أعرابي كان هم بقتل رسول الله (ص)، فكفاه الله إياه. ذكر من قال ذلك:
حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا أبو معشر، عن محمد بن كعب القرظي وغيره، قال: كان رسول الله (ص) إذا نزل منزلا اختار له أصحابه شجرة ظليلة، فيقيل تحتها، فأتاه أعرابي، فاخترط سيفه ثم قال: من يمنعك مني؟ قال: الله. فرعدت