لاحد صرف معناه إلى أنه التزويج دون الاسلام، من أجل ما تقدم من وصف الله إياهن بالايمان غير أن الذي نختار لمن قرأ: محصنات غير مسافحات بفتح الصاد في هذا الموضع أن يقرأ * (فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة) * بضم الألف، ولمن قرأ * (محصنات) * بكسر الصاد فيه، أن يقرأ: فإذا أحصن بفتح الألف، لتأتلف قراءة القارئ على معنى واحد وسياق واحد، لقرب قوله: محصنات من قوله: * (فإذا أحصن) * ولو خالف من ذلك لم يكن لحنا، غير أن وجه القراءة ما وصفت.
وقد اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك نظير اختلاف القراء في قراءته، فقال بعضهم: معنى قوله * (فإذا أحصن) *: فإذا أسلمن. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: ثنا بشر بن المفضل، عن سعيد بن أبي معشر، عن إبراهيم، أن ابن مسعود، قال: إسلامها إحصانها.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني جرير بن حازم أن سليمان بن مهران حدثه عن إبراهيم بن يزيد، عن همام بن الحرث: أن النعمان بن عبد الله بن مقرن سأل عبد الله بن مسعود، فقال: أمتي زنت؟ فقال: اجلدها خمسين جلدة!
قال: إنها لم تحصن! فقال ابن مسعود: إحصانها إسلامها.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن حماد، عن إبراهيم: أن النعمان بن مقرن سأل ابن مسعود عن أمة زنت وليس لها زوج، فقال: إسلامها إحصانها.
حدثني ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن حماد، عن إبراهيم أن النعمان قال: قلت لابن مسعود: أمتي زنت؟ قال: اجلدها، قلت: فإنها لم تحصن! قال: إحصانها إسلامها.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: كان عبد الله يقول: إحصانها: إسلامها.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا إسماعيل بن سالم، عن الشعبي أنه تلا هذه الآية: * (فإذا أحصن) * قال: يقول: إذا أسلمن.