4379 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن زيد بن أسلم، قال: لما نزلت: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) جاء أبو الدحداح إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، ألا أرى ربنا يستقرضنا مما أعطانا لأنفسنا؟ وإن لي أرضين إحداهما بالعالية، والأخرى بالسافلة، وإني قد جعلت خيرهما صدقة! قال: فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " كم من عذق (1) مذلل (2) لأبي الدحداح في الجنة (3).
4380 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع بهذه الآية، قال: أنا أقرض الله! فعمد إلى خير حائط له، فتصدق به. قال: وقال قتادة: يستقرضكم ربكم كما تسمعون وهو الولي الحميد، ويستقرض عباده (4).
4381 - حدثنا محمد بن معاوية الأنماطي النيسابوري، قال: حدثنا حلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مسعود، قال: لما نزلت: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) قال أبو الدحداح: يا رسول الله، أو إن الله يريد منا القرض؟ قال: نعم يا أبا الدحداح ". قال: يدك قبل (5)! فناوله يده. قال: فإني قد أقرضت ربي حائطي حائطا (6) فيه ستمائة نخلة، ثم جاء يمشي حتى أتى الحائط وأم الدحداح فيه في عيالها، فناداها: يا أم الدحداح! قالت لبيك! قال: أخرجي قد أقرضت ربي حائطا فيه ستمائة نخلة (7).
وأما قوله: فيضاعفه له أضعافا كثيرة) فإنه عدة من الله تعالى ذكره مقرضه ومنفق ماله في سبيل الله من إضعاف الجزاء له على قرضه ونفقته مالا حد له ولا نهاية. كما: