ومعنى النسك: الذبح لله في لغة العرب، يقال: نسك فلان لله نسيكة، بمعنى: ذبح لله ذبيحة ينسكها نسكا. كما:
2755 - حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: النسك: أن يذبح شاة.
القول في تأويل قوله تعالى: فإذا أمنتم.
اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فإذا برأتم من مرضكم الذي أحصركم عن حجكم أو عمرتكم. ذكر من قال ذلك:
2756 - حدثني عبيد بن إسماعيل الهباري، قال: ثنا عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة: فإذا أمنتم فإذا برأتم.
2757 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه في قوله: فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج يقول:
فإذا أمنت حين تحصر إذا أمنت من كسرك من وجعك، فعليك أن تأتي البيت فيكون لك متعة، فلا تحل حتى تأتي البيت.
وقال آخرون: معنى ذلك: فإذا أمنتم من وجع خوفكم. ذكر من قال ذلك:
2758 - حدثنا بشر قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: فإذا أمنتم لتعلموا أن القوم كانوا خائفين يومئذ.
2759 - حدثت عن عمار بن الحسن، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع:
فإذا أمنتم قال: إذا أمن من خوفه، وبرأ من مرضه.
وهذا القول أشبه بتأويل الآية لان الامن هو خلاف الخوف، لا خلاف المرض، إلا أن يكون مرضا مخوفا منه الهلاك، فيقال: فإذا أمنتم الهلاك من خوف المرض وشدته، وذلك معنى بعيد.
وإنما قلنا: إن معناه الخوف من العدو لان هذه الآيات نزلت على رسول الله (ص) أيام الحديبية وأصحابه من العدو خائفون، فعرفهم الله بها ما عليهم إذا أحصرهم خوف عدوهم عن الحج، وما الذي عليهم إذا هم أمنوا من ذلك، فزال عنهم خوفهم.