يصلي قبل بيت المقدس. فنسخها الكعبة، فكان النبي صلى الله عليه وآله يحب أن يصلي قبل الكعبة، فأنزل الله جل ثناؤه: * (قد نرى تقلب وجهك في السماء) * الآية.
ثم اختلف في السبب الذي من أجله كان صلى الله عليه وسلم يهوى قبلة الكعبة.
قال بعضهم: كره قبلة بيت المقدس، من أجل ان اليهود قالوا: يتبع قبلتنا ويخالفنا في ديننا.
ذكر من قال ذلك:
1847 - حدثنا القاسم، قال ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريح، عن مجاهد، قال قالت اليهود: يخالفنا محمد، ويتبع قبلتنا! فكان يدعو الله جل ثناؤه، ويستفرض (1) للقبلة، فنزلت: * (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) وانقطع قول يهود: يخالفنا ويتبع قبلتنا؟ في صلاة الظهر (2)، فجعل الرجال مكان النساء، والنساء مكان الرجال.
1848 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعته، يعنى ابن زيد يقول:
قال الله تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (فأينما تولوا فثم وجه الله) قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" هؤلاء يهود يستقبلون بيتا من بيوت الله " لبيت المقدس " لو أنا استقبلناه "، فاستقبله النبي صلى الله عليه وسلم ستة عشر شهرا، فبلغه أن يهود تقول: والله ما درى محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه أين قبلتهم حتى هديناهم، فكره ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ورفع وجهه إلى السماء، فقال الله جل ثناؤه:
(قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة، ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) الآية.
وقال آخرون: بل كان يهوى ذلك من أجل أنه كان قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام. ذكر من قال ذلك:
1849 - حدثني المثني، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله عز وجل أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة عشر شهرا. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم، فكان يدعوا وينظر إلى السماء، فأنزل الله عز وجل: (قد نرى تقلب وجهك في السماء)... الآية.
.