1859 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثنا هشيم بإسناده عن عبد الله بن عمرو ونحوه، إلا أنه قال: استقبل الميزاب فقال: هذا القبلة التي قال الله لنبيه:
(فلنولينك قبلة ترضاها).
وقال آخرون: بل ذلك البيت كله قبلة، وقبلة البيت الباب. ذكر من قال ذلك:
1860 - حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: البيت كله قبلة، وهذه قبلة البيت، يعني التي فيها الباب.
والصواب من القول في ذلك عندي ما قال الله جل ثناؤه: (فول وجهك شطر المسجد الحرام) فالمولى وجهه شطر المسجد الحرام هو المصيب القبلة. وإنما على من توجه إليه النية بقلبه أنه إليه متوجه، كما أن على من ائتم بإمام فإنما عليه الائتمام بن وإن لم يكن محاذيا بدنه بدنه، وإن كان في طرف الصف والامام في طرف آخر عن يمينه أو عن يساره، بعد أن يكون من خلفه مؤتما به مصليا إلى الوجه الذي يصلي إليه الامام. فكذلك حكم القبلة، وإن لم يكن يحاذيها كل مصل ومتوجه إليها ببدنه غير أنه متوجه إليها، فإن كان عن يمينها أو عن يسارها مقابلها فهو مستقبلها بعد ما بينه وبينها، أو قرب من عن يمينها أو عن يسارها بعد أن يكون غير مستدبرها ولا منحرف عنها ببدنه ووجهه. كما:
1861 - حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي، قال: ثنا أبو أحمد الزبيري، قال:
أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عميرة بن زياد الكندي، عن علي: (فول وجهك شطر المسجد الحرام) قال: شطره قبله (1).
قال أبو جعفر: وقبلة البيت: بابه. كما:
1862 - حدثني يعقوب بن إبراهيم، والفضل بن الصباح، قالا: ثنا هشيم، قال:
أخبرنا عبد الملك، عن عطاء قال: قال أسامة بن زيد: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج من البيت أقبل بوجهه إلى الباب فقال: " هذه القبلة، هذه القبلة " (2).
1863 - حدثنا ابن حميد وسفيان بن وكيع قالا: ثنا جرير، عن عبد الملك بن أبي