والصلاة قد كانت وهي غير كبيرة عليهم إلا أن يوجه موجه تأنيث الكبيرة إلى القبلة، ويقول: اجتزئ بذكر القبلة من ذكر التولية والتحويلة لدلالة الكلام على معنى ذلك، كما قد وصفنا لك في نظائره، فيكون ذلك وجها صحيحا ومذهبا مفهوما. ومعنى قوله:
كبيرة عظيمة. كما:
1832 - حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله قال: كبيرة في صدور الناس فيما يدخل الشيطان به ابن آدم، قال: ما لهم صلوا إلى ههنا ستة عشر شهرا ثم انحرفوا فكبر ذلك في صدور من لا يعرف ولا يعقل والمنافقين، فقالوا: أي شئ هذا الدين؟ وأما الذين آمنوا فثبت الله جل ثناؤه ذلك في قلوبهم. وقرأ قول الله: وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله قال صلاتكم حتى يهديكم إلى القبلة.
قال أبو جعفر: وأما قوله: إلا على الذين هدى الله فإنه يعني به: وإن كان تقليبتناك عن القبلة التي كنت عليها لعظيمة إلا على من وفقه الله جل ثناؤه فهداه لتصديقك، والايمان بك وبذلك، واتباعك فيه وفيما أنزل الله تعالى ذكره عليك. كما:
1833 - حدثني المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله يقول:
إلا على الخاشعين، يعني المصدقين بما أنزل الله تبارك وتعالى.
القول في تأويل قوله تعالى: وما كان الله ليضيع إيمانكم قيل: عنى بالايمان في هذا الموضع الصلاة. ذكر الاخبار التي رويت بذلك وذكر قول من قاله:
1834 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع وعبيد الله، وحدثنا سفيان بن وكيع، قال: ثنا عبيد الله بن موسى جميعا، عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما وجه رسول الله (ص) إلى الكعبة قالوا: كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك وهم يصلون نحو بيت المقدس؟ فأنزل الله جل ثناؤه: وما كان الله ليضيع إيمانكم.
1835 - حدثني إسماعيل بن موسى، قال: أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق، عن