لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا قال: رسول الله (ص) شاهد على أمته، وهم شهداء على الأمم، وهم أحد الاشهاد الذي قال الله عز وجل: ويوم يقوم الاشهاد الأربعة الملائكة الذين يحصون أعمالنا لنا وعلينا. وقرأ قوله: وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد. وقال: هذا يوم القيامة. قال: والنبيون شهداء على أممهم.
قال: وأمة محمد (ص) شهداء على الأمم، (قال: والأطوار: الأجساد والجلود).
القول في تأويل قوله تعالى وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه.
يعني جل ثناؤه بقوله: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها ولم نجعل صرفك عن القبلة التي كنت على التوجه إليها يا محمد فصرفناك عنها إلا لنعلم من يتبعك ممن لا يتبعك ممن ينقلب على عقبيه. والقبلة التي كان رسول الله (ص) عليها التي عناها الله بقوله: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها هي القبلة التي كنت تتوجه إليها قبل أن يصرفك إلى الكعبة.
كما:
1818 - حدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي:
وما جعلنا القبلة التي كنت عليها يعني بيت المقدس.
1819 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قلت لعطاء: وما جعلنا القبلة التي كنت عليها؟ قال: القبلة: بيت المقدس.
وإنما ترك ذكر الصرف عنها اكتفاء بدلالة ما قد ذكر من الكلام على معناه كسائر ما قد ذكرنا فيما مضى من نظائره.
وإنما قلنا ذلك معناه لان محنة الله أصحاب رسوله في القبلة إنما كانت فيما تظاهرت به الاخبار عند التحويل من بيت المقدس إلى الكعبة، حتى ارتد فيما ذكر رجال ممن كان قد أسلم واتبع رسول الله (ص)، وأظهر كثير من المنافقين من أجل ذلك نفاقهم،