تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج ٢ - الصفحة ٣١٠
قد غفر لك ولمن يحملك إلى قبرك.
96 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد ابن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في قوله تعالى: " لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة " الامام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة والورود على محمد صلى الله عليه وآله الصادقين على الحوض، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
97 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة الا هذا الامر الذي أنتم عليه وما بين أحدكم وبين ان يرى ما تقر به عينه (1) الا ان تبلغ نفسه إلى هذه ثم اهوى بيده إلى الوريد (2) ثم اتكى وكان معي المعلى فغمزني (3) ان سله، فقلت يا بن رسول الله فإذا بلغت نفسه هذه اي شئ يرى؟ فقلت له بضعة عشرة مرة: أي شئ؟ فقال في كلها: يرى لا يزيد عليها، ثم جلس في آخرها فقال يا عقبة فقلت: لبيك وسعديك، فقال: أبيت الا أن تعلم، فقلت: نعم يا بن رسول الله انما ديني مع دينك فإذا ذهب ديني كان ذلك (4) كيف لي بك يا بن رسول الله كل ساعة، وبكيت فرق لي فقال: يراهما والله، قلت: بأبي وأمي من هما؟ قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة ابدا حتى تراهما،

(1) قرة العين: برودتها وانقطاع بكائها ورؤيتها ما كانت مشتاقة إليه، والقر - بالضم - : ضد الحر، والعرب تزعم أن دمع الباكي من شدة السرور بارد ودمع الباكي من الحزن حار فقرة العين كناية عن الفرح والسرور والظفر بالمطلوب.
(2) الوريد: عرق في الفتق ويقال له حبل الوريد.
(3) غمزه: عصره وكبسه بيده.
(4) قال في الوافي: " كان " تامة اي إذا ذهب ديني تحقق تخلفي عنك ومفارقتي إياك وعدم اكتراثي بالجهل بما تعلم " انتهى " وفي تفسير العياشي والمنقول عن المحاسن " انما ديني مع دمي فإذا ذهب ديني كان ذلك " وعليه فالمعنى ان ديني مقرون بحياتي فمع عدم الدين فكأني لست بحي.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»
الفهرست