مثل قبيلتي في التحاسد. وأما * (يوجه) * بفتح الجيم، فمعناه: أينما يرسل، أو يبعث، لا يأت بخير.
اللغة: الأبكم: الذي يولد أخرس لا يفهم، ولا يفهم. وقيل: الأبكم الذي لا يمكنه أن يتكلم. والكل: الثقل. يقال كل عن الأمر يكل كلا، إذا ثقل عليه، فلم ينبعث فيه. وكلت السكين كلولا: إذا غلظت شفرتها. وكل لسانه: إذا لم ينبعث في القول لغلظه، وذهاب حده. فالأصل فيه الغلظ المانع من النفوذ.
والتوجيه: الإرسال في وجه من الطريق، يقال: وجهته إلى موضع كذا، فتوجه إليه.
الاعراب: * (ومن رزقناه منا رزقا حسنا) *: رزقا مفعول ثان * (لرزقناه) * وفي هذا دليل على أن رزق يتعدى إلى مفعولين، ألا ترى أن قوله * (رزقا حسنا) * لو كان مصدرا، لما جاز أن يقول فهو ينفق منه، لأن الانفاق إنما يكون من المال، لا من الحدث الذي هو المصدر.
المعنى: ثم بين سبحانه للمشركين أمر ضلالتهم، فقال: * (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ) * أي: بين الله مثلا فيه بيان المقصود، تقريبا للخطاب إلى أفهامهم. ثم ذكر ذلك المثل، فقال: * (عبدا مملوكا لا يقدر من أمره على شئ) *. * (ومن رزقنا منا رزقا حسنا) * يريد وحرا رزقناه، وملكناه مالا، ونعمة * (فهو ينفق منه سرا وجهرا) * لا يخاف من أحد * (هل يستوون) * ولم يقل يستويان، لأنه أراد بقوله * (ومن رزقناه) * وقوله * (عبدا مملوكا) * الشيوع في الجنس، لا التخصيص، يريد أن الاثنين المتساويين في الخلق، إذا كان أحدهما مالكا قادرا على الانفاق، والآخر عاجزا عن الانفاق، لا يستويان، فكيف يستوي بين الحجارة التي لا تعقل، ولا تتحرك، وبين الله عز اسمه، القادر على كل شئ، الخالق الرازق لجميع خلقه؟ وهذا معنى قول مجاهد، والحسن. وقيل: إن هذا المثل للكافر والمؤمن، فإن الكافر لا خير عنده، والمؤمن يكسب الخير، عن ابن عباس، وقتادة. نبه الله سبحانه على اختلاف حاليهما، ودعا إلى حال المؤمن، وصرف عن حال الكافر.
* (الحمد لله) * أي: الشكر لله على نعمه، وفيه إشارة إلى أن النعم كلها منه.
وقيل: معناه قولوا الحمد لله الذي دلنا على توحيده ومعرفته، وهدانا إلى شكر