ترجمة الشارح قدس سره ملخصا عن كتاب روضات الجنات أيضا وهو أستاذ الكل في الكل عند الكل وجنة العلم والفضل الدائمة الاكل بحر البهية ونهرها الجاري وكنز الحكمة ورشحها الساري الآقا حسين بن الفاضل الكامل جمال الدين محمد الخوانساري أفيضت على تربته الزاكية سبحان رحمة ربه الباري أصله ومولده القصبة المدعوة بخوانسار وكان رحمه الله قد انتقل من قبل بلوغه الأشد إلى أصفهان لاستفادة العلوم واكتساب الحكم والمعارف من علمائها الأعيان ونزل في مدرسته خواجة ملك التي هي بجنب مسجد الشيخ لطف الله الواقع في ميدان الشاه فبقي رحمه الله هنالك مشغولا بالإفاضة والارشاد غب استفاضته على حسب المراد من ميامن أنفاس كل أستاذ إلى أن جاء بمرور قليل من الدهر فائقا على سائر أساتيد علوم السر والجهر وقد ذكره صاحب مناقب الفضلاء بهذه العبارة ومنهم العلامة الفهامة المحقق المدقق النحرير أفضل العلماء في القرون والأدوار ومفخر الفضلاء في الأمصار والأقطار أستاذ الحكماء والمتكلمين ومربي الفقهاء والمحدثين محط رجال أفاضل الزمان ومرجع الفضلاء في جميع الأحيان أكمل المتبحرين وأفضل المتقدمين والمتأخرين المعروف بطنطنة الفضل بين لا بمتى المشرقين المولى الثقة العدل آقا حسين أجله الله أعلى غرف الجنان وأفاض على تربته شآبيب الغفران وقال صاحب السلافة موردا إياه في زمرة علماء عصره ومنهم الآقا حسين الخوانساري علامة هذا العصر الذي عليه المدار وإمامه الذي يخضع لمقداره الاقدار وفي أمل الآمل إنه فاضل عالم حكيم متكلم محقق مدقق ثقة جليل القدر عظيم الشأن علامة العلماء فريد العصر له مؤلفات منها شرح الدروس حسن لم يتم وعده كتب في الكلام والحكمة وترجمة القرآن الكريم وترجمة الصحيفة وغير ذلك من المعاصرين أطال الله بقائه أقول وشرحه المشار إليه على الدروس كبير موسوم بمشارق الشموس لم يصنف مثله في كثرة التحقيق وجوده الاستدلال وحسن البيان وتفصيل المطلب والاستمال على أغلب القواعد الأصولية والضوابط الاجتهادية قال صاحب رياض العلماء عقيب نبذ واف من محامد أوصافه الباهرة قد قرأ عليه فضلاء الزمان والعلماء الأعيان في المعقول والمنقول والفروع والأصول لم ير عين الزمان بمن يدانيه فكيف بمن يساويه ولعمر الله إنه كان عين الكمال فأصابه عين الكمال وكان ظهرا وظهيرا لكافة أهل العلم وحصنا حصينا لأرباب الفضل والسلم وهو قدس سره كما قد أخبر عن درجة نفسه من باب لطيفة خاطره كان تلميذا للبشر لكثرة مشايخه انتهى ثم إن من جملة تلاميذه النبلاء ولديه المحققين الآقا جمال الدين محمد والآقا رضى الدين أخاه ومنهم الأمير محمد صالح الخاتون آبادي ختن العلامة المجلسي (ره) وقد قرأ عنده الحاشية القديمة وشرح الإشارات والشفا وشرح مختصر الأصول وشرح اللمعة مدة عشرين سنة كما ذكره في حدايق المقربين ومنهم المدقق الشرواني محشمي أصول المعالم والشيخ جعفر القاضي والسيد نعمة الله الجزايري ومنهم المولى محمد بن عبد الفتاح التنكابني المعروف بسراب ومنهم السيد الميرزا فخر الدين المشهدي الخراساني الفاضل المتكلم الحكيم ومن جملة مصنفاته أيضا على ما كتبه هو أولا في الرد عليه وحاشيتان على الحاشية القديمة الجلالية لم يتم أحديهما ورسالة في نفى وجوب مقدمة الواجب تعرض للرد فيها على السبزواري والفاضل القزويني والنائيني وأخرى في مسائل متفرقة يرد فيها على المدقق الشرواني ورسايل متفرقة في دفع بعض الشكوك والشبهات منها شبهة الايمان والكفر وشبهة الاستلزام وشبهة الطفرة وغير ذلك واعتذر صاحب الحدايق عن كثرة اشتغاله في أغلب عمره بالمراتب الحكمية بأن من بركات انتقاله ذلك انكسرت صولة أصول الفلاسفة وانهدام أساس قواعد المقررة عندهم التي كانت مسلمة عند الحكماء من زمن المعلم الأول والثاني والثالث الذي هو أبو علي سينا وكانت تنافر ظواهر الكتاب والسنة وتورث اعتقادها الضلالة ولم ينكرها أحد قبل هذا الفحل المعظم له فحقه في الحقيقة أعظم حقوق علماء العالم على الاسلام فإن ذلك لم يكن من قوة أحد غيره ثم إن في بعض المواضع إنه كان في حدة الذهن وشدة الادراك وحذاقة وسرعة الانتقال بحيث لم يحتج إلى إعمال زيادة فكرة في فهم المطالب ولا يتكلم في المجامع إلا قليلا بحسب الضرورة ولا يتفوه أبدا لا بما لم يتيسر لاحد رده وتوفى (ره) أيضا بأصفهان في آخر سنة تسع وتسعين بعد الألف من الهجرة كما في حدايق المقربين ودفن في مزاره الكبير الواقع من وراء نهر زنده رود المعروف بتخت فولاد فأمر السلطان الشاه سليمان الصفوي ببناء قبة عالية على مرقده الشريف وعمارة بقعته الزكية بأحسن ما يكون من شريف ودفن بجنبه أيضا من غير فاصلة ولده الآقا جمال الدين بل من خلفهما الآقا رضى الدين كما نقله الثقات ومن كرامة ذلك الموضع المطهر إنه لا يوجد في ذلك المراد فضلا عن ساير مقابر الأقطار بقعة يكون أكثر زوارا منه وأدوم هجوما لديه وقد وافق تاريخها قوله تعالى أدخلي جنتي وقد تم ما أردنا إيراده في هذه الورقة فالحمد لله أولا واخرا
(٣)