فوجد النبي صلى الله عليه وسلم ريح الثوم فقال لا تقربوا هذه الشجرة ثم تأتوا المساجد قال ثم جاءوا الثانية إلى المصلى فوجد ريحها فقال من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن المصلى حدثنا فهد قال ثنا أبو غسان قال ثنا قيس عن أبي إسحاق عن شريك بن حنبل عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكل هذا البقلة فلا يقربنا أو يؤذينا في مساجدنا قال أبو جعفر فكره قوم أكل البقول ذوات الريح أصلا واحتجوا في ذلك بهذه الآثار وخالفهم في ذلك آخرون وقالوا إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكلها لا لأنها حرام ولكن لئلا يؤذي بريحها من يحضر معه المسجد وقد جاء في ذلك آثار أخر ما قد دل على ذلك حدثنا علي بن معبد قال ثنا عبد الواهب بن عطاء قال ثنا سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة اليعمري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا أيها الناس إنكم لتأكلون من شجرتين خبيثتين هذا الثوم وهذا البصل ولقد كنت أرى الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجد منه ريحه فيؤخذ بيده فيخرج إلى البقيع فمن كان آكلهما فليمتهما طبخا فهذا عمر قد أخبر بما كانوا يصنعون بمن أكلها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أباح هو أكلهما بعد أن يماتا طبخا فدل ذلك على أن النهي عنه لم يكن للتحريم وقد حدثنا علي بن معبد قال ثنا يونس بن محمد قال ثنا خالد بن ميسرة عن معاوية بن قرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هاتين الشجرتين الخبيثتين فلا يقربن مسجدنا فإن كنتم لا بد آكليهما فأميتوهما طبخا فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أباح أكلهما بعد ذهاب ريحهما فدل ذلك أن نهيه عن أكلهما إنما كان لكراهته ريحهما لا أنهما حرام في أنفسهما وقد حدثنا علي بن شيبة قال ثنا يزيد بن هارون قال ثنا أبو هلال الراسي وغيره عن حميد بن هلال عن أبي بردة بن أبي موسى عن المغيرة بن شعبة قال اكلت الثوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيت المسجد وقد سبقت بركعة فدخلت معهم الصلاة فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريحه فلما سلم قال من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يقربن مصلانا حتى يذهب ريحها فأتممت صلاتي فلما سلمت قلت يا رسول الله أقسمت عليك إلا أعطيتني يدك فناولني يده صلى الله عليه وسلم فأدخلتها في كمي حتى انتهيت إلى صدري فوجده معصوبا فقال إن لك عذرا
(٢٣٨)