فإن قال قائل فما معنى حديث عمر يريد ما حدثنا ابن أبي داود قال ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال سمعت بن إدريس قال سمعت أبا حيان التيمي عن الشعبي عن ابن عمر قال سمعت عمر رضي الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أما بعد أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر وهي يومئذ من خمسة التمر والعنب والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل وقد روى مثل ذلك أيضا عن ابن عمرو النعمان عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا ربيع بن سليمان الجيزي قال ثنا أبو الأسود قال ثنا ابن لهيعة عن أبي النضر عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من العنب خمرا وأنهاكم عن كل مسكر حدثنا فهد قال ثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن إبراهيم بن المهاجر عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله غير أنه لم يذكره قوله وأنهاكم عن كل مسكر قيل له يحتمل هذان الحديثان جميع المعاني التي يحتملها الحديث الأول غير معنى واحد وهو ما احتمله الحديث الأول مما حمله عليه من ذهب إلى كراهة نقيع التمر والزبيب فإنه لا يحتمله هذا الحديث لأنه قرن مع ذلك خمر الحنطة وخمر الشعير وهم لا يقولون ذلك لأنهم لا يرون بنقيع الحنطة والشعير بأسا ويفرقون بينهما وبين نقيع التمر والزبيب فذلك التأويل لا يحتمله هذا الحديث ولكنه يحتمل التأويلات الاخر كما يحتمله الحديث الأول فإن احتج في ذلك بما روى عن أنس قال حدثنا ابن أبي داود قال ثنا مسدد قال ثنا أبو الأحوص قال ثنا أبو إسحاق الهمداني عن يزيد بن أبي مريم عن أنس قال كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ننبذ الرطب والبسر فلما نزل تحريم الخمر أهرقناهما من الأوعية ثم تركناهما حدثنا نصر بن مرزوق قال ثنا علي بن معبد قال ثنا إسماعيل بن جعفر قال ثنا حميد الطويل عن انس قال كان أبو عبيدة بن الجراح وسهيل بن البيضاء وأبي بن كعب عند أبي طلحة وأنا أسقيهم من شراب حتى كاد أن يأخذ فيهم قال فمر بنا مار من المسلمين فنادى ألا هل شعرتم إن الخمر قد حرمت فوالله ما أنتظر أن أمروني أن ألقي ما في الآنية ففعلت فما عادوا في شئ منها حتى لقوا الله وإنها للبسر والتمر وإنها لخمرنا يومئذ حدثنا علي بن شيبة قال ثنا عبد الله بن بكر قال ثنا حميد عن أنس مثله ( حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال ثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أنا ثابت وحميد عن أنس قال كنت أسقي أبا طلحة وسهيل بن بيضاء وأبا عبيدة بن الجراح وأبا دجانة خليط البسر والتمر حتى أشرعت فيهم فنادى رجل ألا إن الخمر قد حرمت فوالله ما انتظروا حتى يعلموا أحقا ما قال أن باطلا
(٢١٣)