حدثنا فهد قال ثنا أبو نعيم قال ثنا مسعر بن كدام عن علي بن الأقمر قال سمعت أبا جحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله فليس ذلك على طريق التحريم منه عليهم أن يأكلوا كذلك ولكن لمعنى في الاكل متكئا خافه عليهم حدثنا ابن أبي عمران قال ثنا إسحاق بن إسماعيل قال ثنا جرير بن عبد الحميد قال قال الشعبي إنما كره الاكل متكئا مخافة أن تعظم بطونهم فأخبر الشعبي بالمعنى الذي كره رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجله الاكل متكئا وأنه إنما هو لما يحدث عنه من عظم البطن فكذلك ما روى عنه من النهي عن الشرب قائما إنما هو لمعنى يكون من ذلك كرهه من أجله لا غير ذلك وقد روى في هذا أيضا عن عبد الله بن عمرو حدثنا محمد بن الحجاج قال ثنا أسد ح حدثنا محمد بن خزيمة قال ثنا حجاج قالا ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن أبيه قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط فقد يجوز أن يكون اجتنب ذلك لما قال الشعبي وقد يجوز في ذلك معنى آخر فإنه حدثنا يحيى بن عثمان قال ثنا أبي قال ثنا ابن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن إسماعيل الأعور قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا فنزل عليه جبريل عليه السلام فقال انظروا إلى هذا العبد كيف يأكل متكئا قال فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد يجوز أن يكون هذا هو المعنى الذي من أجله قال لا أكل متكئا لأنه فعل الملوك الجبابرة وفعل الأعاجم فكره ذلك ورغب في فعل العرب كما روى عن عمر فإنه حدثنا حسين بن نصر قال سمعت يزيد بن هارون قال ثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال أتانا كتاب عمر بن الخطاب اخشوشنوا واخشوشبوا واخلولقوا وتمعددوا كأنكم معد وإياكم والتنعم وزي العجم أفلا ترى أنه نهاهم عن زي العجم وأمرهم بالتمعدد وهو العيش الخشن الذي تعرفه العرب فكذلك الاكل متكئا نهوا عنه لأنه فعل العجم وأما الشرب قاعدا فأمروا به خوفا مما يحدث عليهم في صدورهم وليس في ذلك شئ من زي العجم وقد روى في إباحة الشرب قائما عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثنا روح بن الفرج قال ثنا يوسف بن عدي قال ثنا أبو الأحوص عن عبد الأعلى عن بشر بن غالب قال دخلت على الحسين بن علي داره فقام إلى بخيتة له فمسح ضرعها حتى إذا درت دعا بإناء فحلب ثم شرب وهو قائم ثم قال يا بشر إني إنما فعلت ذلك لتعلم أنا نشرب ونحن قيام
(٢٧٥)