ووسع لابن السبيل إذا مر في سفره بغنم وهو عطشان أن يصيب من رسلها فكيف يعذب من أخذ حبة من خردل لا قدر لها ويخلده في النار أبدا وأذنب هو أخذ حبة من خردل حتى يكون منه توبة أو يقع فيه إصرار وقد يأخذ الرجل الخلال من حطب أخيه والمدر من مدره ويشرب الماء من حوضه وهذا أعظم قدرا من الحبة وكان يقول إن الأطفال لا تألم فإذا سئل فقيل له فما باله يبكي إذا قرص أو وقعت عليه شرارة قال إنما ذلك عقوبة لأبويه والله تعالى أعدل من أن يؤلم طفلا لا ذنب له فإذا سئل عن البهيمة وألمها وهي لا ذنب لها قال إنما ألمها الله تعالى لمنفعة بن آدم لتنساق ولتقف ولتجري إذا احتاج إلى ذلك منها وكان من العدل عنده أن يؤلمها لنفع غيرها وربما قال بغير ذلك وقد خلطوا في الرواية عنه وكان يقول شرب نبيذ السقاء الشديد من السنة وكذلك أكل الجدي والمسح على الخفين والسنة إنما تكون في الدين لا في المأكول والمشروب ولو أن رجلا لم يأكل البطيخ بالرطب دهره وقد أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لم يأكل القرع وقد كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل إنه ترك السنة
(٤٨)