يذهب إلى قول الناس ذرته الريح ولا يجوز أن يكون ذرأنا من ذرته الريح لان ذرأنا مهموز وذرته الريح تذروه غير مهموز ولا يجوز أيضا أن نجعله من أذرته الدابة عن ظهرها أي ألقته لان ذلك من ذرأت تقدير فعلت بالهمز وهذا من أذريت تقدير أفعلت بلا همز واحتج بقول المثقب العبدي تقول إذا ذرأت لها وضيني * أهذا دينه أبدا وديني وهذا تصحيف لأنه قال تقول إذا درأت أي دفعت بالدال غير معجمة وقالوا في قوله عز وجل وذا النون إذا ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه أنه ذهب مغاضبا لقومه استيحاشا من أن يجعلوه مغاضبا لربه مع عصمة الله فجعلوه خرج مغاضبا لقومه حين آمنوا ففروا إلى مثل ما استقبحوا وكيف يجوز أن يغضب نبي الله صلى الله عليه وسلم على قومه حين آمنوا وبذلك بعث وبه أمر وما الفرق بينه وبين عدو الله إن كان يغضب من إيمان مائة ألف أو يزيدون ولم يخرج مغاضبا لربه ولا لقومه وهذا مبين في كتابي المؤلف في مشكل القرآن
(٦٦)