فحذف فأفطر وكذلك قوله عز وجل فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك وظاهر هذا الكلام يدل على أن المريض أو القمل في رأسه تجب عليه الفدية وإنما أراد فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه فحلق فعليه فدية من صيام أو صدقة أو نسك وأشباه هذا كثير ومما أتت فيه الصفة ولم تأت في مثله فاستدل بأحدهما على الآخر قوله تعالى وأشهدوا ذوي عدل منكم وقال تعالى في موضع آخر واستشهدوا شهيدين من رجالكم ولم يقل عدلين اقتصارا على ما وصف في المكان الآخر وقال في موضع فتحرير رقبة مؤمنة وفي موضع آخر فتحرير رقبة من قبل أن يتماسا ولم يقل مؤمنة وأما ما استدل عليه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فصفات الصلوات وكيف الركوع والسجود والتشهد وكم العدد وما في المال من الصدقات والزكوات ومقدار ما يقطع فيه السارق وما يحرم من الرضاع وأشباه هذا كثير وقد أعلمنا الله تعالى في كتابه أنه يعذب قوما قبل يوم القيامة إذ يقول النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب
(٢٢٩)