أكلمه، حتى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة (عليها السلام)، فقال: أثم لكع، أثم لكع، فحسبته شيئا، فظننت أنها تلبسه سخابا أو تغسله، فجاء يشتد حتى عانقه وقبله. وقال:
اللهم احببه وأحب من يحبه (1).
وفي رواية مسلم: إن الرسول (صلى الله عليه وآله) والحسن (عليه السلام) تعانقا ثم قال الرسول: اللهم إني أحبه فأحبه واحبب من يحبه (2).
قال ابن أثير: لكع أي الصغير (3).
هذه باقة اقتطفناها للقارئ النبيه من القرآن والسنة النبوية في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأهل بيته (عليهم السلام) مما خرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
ولو تأملت وتدبرت قليلا في هذه الصفحات القليلة لعرفت أن موضوع الخلافة وكذلك تعيين الخلفاء الذين هم الأفضل لكي يتقلدوا الخلافة والولاية بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، وأفضليتهم لم تكن من المواضيع التي يمكن تغافلها والأعراض عنها وتجاهلها.
وما تلوناه عليك ما هو إلا قطرة من بحار مناقبهم ومآثرهم التي استخرجناها من هذين الكتابين وإلا فمناقبهم وفضائلهم المروية في سائر كتب علماء العامة ومسانيدهم وصحاحهم هي أكثر من أن تعد وتحصى.
وفي الصفحات المقبلة ستتعرف أيضا على ما يتعلق بالخلفاء الثلاث مما رواه الشيخان في صحيحيهما، ولكن قبل الولوج في هذا الموضوع أرى ضروريا أن نلفت نظر القراء الكرام إلى خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) التي استعرض فيها مسألة الخلافة والإمامة والمواصفات التي يجب أن يتحلى بها خليفة رسول الله الحقيقي.