سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: لا. هذا من كيس أبي هريرة (1).
وبناءا على هذا الإقرار والاعتراف من أبي هريرة وأنه كان يخرج من كيسه أباطيل وأراجيف وينقلها إلى الناس على أنها قول الرسول (صلى الله عليه وآله) وسيرته، فما ندري! ولعل هذين الحديثين هما أيضا من نبع كيس أبي هريرة، والقرائن التي ذكرناها هناك - في حديث سهو النبي (صلى الله عليه وآله) - تؤيد ما أبديناه هنا.
وأما هذا الخبر، فلو كان صحيحا لرواه غير واحد من الصحابة والرواة بالتواتر، بينما لم يسمع هذا إلا من أبي هريرة وأبي بكر (2).
والعجب العجاب أن علماء أهل السنة قد بهرتهم هذه الأحاديث الموضوعة والمجعولة إلى حد أن بنوا عقائدهم وأحكام دينهم على أساس هذا النوع من المختلقات والموضوعات الهزيلة واعتبروها جميعا أحاديثا صحيحة لا تقبل الخدش والشك فيها.
وعلى هذا الأصل قال العيني في شرحه على الحديث المذكور:
ومما يستفاد من هذا الحديث جواز النسيان على الأنبياء (عليهم السلام) في أمر العبادة للتشريع (3).