أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي - الصفحة ٢٠
يخدشون بها شخصية النبي الكريم ويشوهونها، كما رووا عنه أنه قال (١): (اللهم إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن سببته أو جلدته فاجعل ذلك كفارة له).
وفي رواية أخرى: آذيته.... فاجعلها كفارة وقربة تقربه بها إليك، وفي أخرى:
سببته أو شتمته أن يكون ذلك له زكاة وأجرا.
ورووا أيضا أنه (صلى الله عليه وآله) قال لأناس يلقحون النخل: لو لم تفعلوا كان خيرا، فتركوه فنفضت أو فنقصت وخرج شيصا، فذكروا ذلك له فقال: إن كان ينفعهم ذلك فليصنعوه فإني إنما ظننت ظنا فلا تؤاخذوني، أو قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم (٢).
ورووا أيضا: قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكة النجم، فلما بلغ هذا الموضع: ﴿أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى﴾ (3) ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجي. قالوا: ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فسجد وسجدوا. ثم جاءه جبرئيل بعد ذلك. قال: أعرض علي ما جئتك به، فلما بلغ تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجي. قال له جبرئيل: لم آتك بهذا، هذا من الشيطان، فأنزل الله: (وما

(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٤: ٢٠٠٧ كتاب البر والصلة والآداب باب (٢٥) باب من لعنه النبي (صلى الله عليه وآله) أو سبه جعله الله له زكاة أو طهورا.
وروى مسلم في هذا الباب عدة أحاديث عن عائشة، وأبي هريرة وسائر الأصحاب وقال بعد ذلك: إن دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) على معاوية بن أبي سفيان: (لا أشبع الله بطنه) فعلى هذا فإن جميع لعائن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على بني أمية وغيرهم تكون زكاة وطهورا وبركة لهم.
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٤: ١٨٣٥ كتاب الفضائل باب (٣٨) باب وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره (صلى الله عليه وآله) من معايش الناس على سبيل الرأي ح ١٣٩.
وقد روي هذا الحديث أيضا في العديد من كتب أحاديثهم عن عائشة وأنس وغيرهما من الأصحاب، واستدل أهل السنة بذلك على جواز مخالفة الرسول (صلى الله عليه وآله) في الأمور الدنيوية، وبناءا على هذا لا بد أن نعلم ما هي الأمور الدنيوية - عند هؤلاء القوم - التي تجوز مخالفته (صلى الله عليه وآله) فيها، فهل مسألة الإمامة والخلافة منها؟
(٣) النجم: ١٩ - 20.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست