وهو صريح قوله (لوجدتني سمحا بذاك مبينا) أي مظهرا وأين هو من اعتناق الدين في نفسه والعمل بمقتضاه من النصرة والدفاع ولو كان يريد عدم الخضوع للدين لكان تهافتا بينا بينه وبين أبياته الأولى المتقدمة، التي ينص فيها بان دين محمد صلى الله عليه وآله من خير أديان البرية دينا، وأنه صلى الله عليه وآله صادق في دعوته أمين على أمته.
(وذكر الأميني) أن الأبيات رواها الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان) وقال: قد اتفق على صحة نقل هذه الأبيات عن أبي طالب (عليه السلام) مقاتل وعبد الله بن عباس والقسم بن مخيمرة وعطاء بن دينار (وقال) ذكر الأبيات في خزانة الأدب للبغدادي (ج 1 ص 261 طبع ثاني سنة 1299 ه) وتأريخ ابن كثير (ج 3 ص 42) وتاريخ أبي الفداء (ج 1 ص 120) وفتح الباري شرح صحيح البخاري (ج 7 ص 153 ص 155) والمواهب اللدنية (ج 1 ص 61) والسيرة الحلبية (ج 1 ص 305) وفي ديوان أبي طالب ص 12 طبع النجف الأشرف.
(قال المؤلف) ذكره فيه اختلاف في بعض ألفاظه، وهذا لفظه قال أبو طالب لرسول الله صلى الله عليه وآله لما أخافته قريش:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم * حتى أوسد في التراب دفينا فانفذ لأمرك ما عليك غضاضة * فكفى بنا دنيا لديك ودينا ودعوتني وزعمت أنك ناصح * فلقد صدقت وكنت قبل أمينا وعرضت دينا قد علمت بأنه * من خير أديان البرية دينا (قال المؤلف) ذكر ابن أبي الحديد وغيره أشعار أبي طالب عليه السلام المتقدمة ولم يذكروا سبب انشاد أبي طالب عليه السلام لهذه الأبيات ولو ذكروا سببه لكان موجبا لمعرفة معنى الأبيات وكان أليق وأقرب لفهم