وروى بعض أرباب السير المعتبرة مثله (ثم قال): وفي لفظ آخر لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب فقال: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد، وما اتبعتم أمره، فأطيعوه ترشدوا.
(قال المؤلف) أراد المجلسي رحمه الله بأرباب السير الحلبي وأمثاله حيث خرجوا الحديثين المفصل والمختصر وقد تقدم لفظاهما فلا نحتاج إلى تكرار ذكره، وقد خرج الحديث الثالث الآلوسي في بلوغ الإرب (ج 1 ص 327) والدحلاني في السيرة النبوية المطبوع بهامش السيرة الحلبية (ج 1 ص 99) وخرجه زيني دحلان أيضا في كتابه الآخر أسنى المطالب (ص 5 طبع مصر) و (ص 7) طبع إيران مع الاختصار للحديث.
(قال المؤلف): إن في هذه الوصية اعترافا بنبوة سيد الأنبياء من عمه والد سيد الأوصياء، وفيه إخبار عن أمور غيبية عرفها شيخ الأبطح عليه السلام من قول الأحبار والرهبان الذين رآهم قبل البعثة لابن أخيه صلى الله عليه وآله وبشروا برسالة ابن أخيه، وأما قوله عليه السلام " أنكره اللسان " فقد كان ذلك في الظاهر فلم يعلن بما أعلن به أخوه حمزة وولداه جعفر وأمير المؤمنين علي عليهم السلام وأما في الباطن فقد أتى بالشهادتين بأمر من الرسول الأكرم، وقبل أن تنعقد نطفة أمير المؤمنين عليه السلام وذلك حين طلب من فاطمة بنت أسد التمر الذي اخذته من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت له تكلم بالشهادتين حتى أعطيك ذلك، فتكلم عليه السلام بالشهادتين فأعطته ذلك فاكل، ثم اجتمع معها فانعقدت في تلك الليلة نطفة سيد الأوصياء وإمام الأتقياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام وقد تقدم الحديث مفصلا نقلا من كبار علماء أهل السنة، هذا، وقد تكلم