وروي حديث علم محمد بن عبد الله بن الحسن انه يقتل أحمد بن إبراهيم في كتاب المصابيح في الفصل المتقدم. فصل (17) فيما نذكره مما يختم به يوم عاشوراء وما يليق أن يكون بعده بحسب ما أنت عليه من الوفاء اعلم أن أواخر النهار يوم عاشوراء كان اجتماع حرم الحسين عليه السلام وبناته وأطفاله في أسر الأعداء، ومشغولين بالحزن والهموم والبكاء، وانقضى عنهم آخر ذلك النهار، وهم فيما لا يحيط به قلمي من الذل والانكسار، وباتوا تلك الليلة فاقدين لحمائهم ورجالهم وغرباء في اقامتهم وترحالهم (1)، والأعداء يبالغون في البراءة منهم والاعراض عنهم واذلالهم، ليتقربوا بذلك إلى المارق (2) عمر بن سعد، موتم أطفال محمد ومقرح (3) الأكباد، والى الزنديق عبيد الله بن زياد، والى الكافر يزيد بن معاوية رأس الإلحاد والعناد.
حتى لقد رأيت في كتاب المصابيح باسناده إلى جعفر بن محمد عليه السلام قال:
قال لي أبي محمد بن علي: سألت أبي علي بن الحسين عن حمل يزيد له فقال:
حملني على بعير يطلع بغير وطاء، ورأس الحسين عليه السلام على علم، ونسوتنا خلفي على بغال اكف (4)، والفارطة خلفنا وحولنا بالرماح، ان دمعت من أحدنا عين قرع رأسه بالرمح، حتى إذا دخلنا دمشق صاح صائح: يا أهل الشام هؤلاء سبايا أهل البيت الملعون (6).