لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقون لكاذبون: (1). فهل ترى نفعهم اقرارهم للنبي صلوات الله عليه وآله برسالته لما كانت قلوبهم واعمالهم مكذبة لمقالهم في حقيقته.
وما اعتقد انني أحسن ان اشرح لك كيف تكون في ذلك اليوم عليه، وهذا الذي قد كتبته ونبهت عليه هو المقدار الذي هداني الله جل جلال الآن إليه.
فصل (15) فيما نذكره مما يختم به يوم عيد مولد النبي سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله مما يدلنا الله جل جلاله بالعقل والنقل عليه اعلم انا قد ذكرنا عند أيام وأوقات معظمات كيف يكون الانسان عليه عند خاتمتها من الصفات، فان ظفرت بشئ منها فلا تعرض عنها، وزد عليها بقدر تعظيم هذه الولادة المقدسة المعظمة المقدمة عليها.
فإذا كان أواخر نهار عيد ولادته، فكن بين يدي الله جل جلاله على بساط مراقبته معترفا له جل جلاله بالتقصير في معرفة حق نعمته، وفي القيام بطاعته سائلا وآملا ان يوفقك لما هو أفضل وأكمل مما أنت عليه مما يقربك إليه، وتوجه إليه جل جلاله وتضرع بين يديه بهذا المولود العزيز عليه في كل ما تحتاج إليه، وتوجه إلى هذا المولود العظيم المقام والكمال بلسان الحال بالله جل جلاله ذي الجلال والافضال فيما يبلغه توفيقك وعناية الله جل جلاله بك وفيما لا يبلغه حالك مما يعلم الله جل جلاله انه مصلحة لك.
واجمع أطراف عملك بلسان الحال في ذلك اليوم العظيم، وسلم إلى مقدس حضرة الرسول الرؤوف الرحيم وضعه بين يديه، وتوجه إليه بكل ما تقدر عليه ان يتم بكماله نقصان أعمالك وخسران أحوالك وتعرضها بيد جلالتها وبقدرة نبوته ورأفته وشفاعته على كرم الله جل جلاله ورحمته وعلى أنوار عظمته سبحانه وجلالته.