عنه منهج واحد كامل، لا بسين لخلع العصمة ومتوجين بتاج الكرامة والفضائل، منهم المهدي الذي ينادي باسمه من السماء وبلغ إلى ما لم يبلغ إليه أحد من الأنبياء.
ولئن جحد بعض هذا أهل الخلاف لقلة مخالطتهم ومعرفتهم بما كانوا عليه عليهم السلام من الأوصاف، فهيهات ان ينفعهم جحودا ان علمهم عليه السلام من غير أستاذ معلوم، وسبقهم إلى العلوم وفضلهم في المعقول والمنقول والمرسوم.
وقد قلنا اننا ما نقدر على شرح فضل (1) مقدس تلك الولادة وما فيها من السعادة، واقتصرنا على ما ذكرناه ولئلا يبلغ الكتاب إلى حد يضجر من وقف على معناه.
فصل (11) فيما نذكره من تعيين وقت ولادة النبي صلى الله عليه وآله وفضل صوم اليوم المعظم المشار إليه اعلم اننا ذكرنا في كتاب التعريف للمولد الشريف ما عرفناه من اختلاف أعيان الامامية في وقت هذه الولادة المعظمة النبوية، وقلنا:
ان الذين أدركناهم من العلماء كان عملهم على أن ولادته المقدسة صلوات الله وسلامه عليه وعلى الحافظين لأمره أشرقت لأنوارها يوم الجمعة السابع عشر من شهر ربيع الأول في عام الفيل عند طلوع فجره، وان صومه يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة، هكذا وجدت في بعض الروايات انه صومه يعدل هذه المقدار من الأوقات.
فإن كان هذا الحديث ناشئا عن نقل عنه صلوات الله عليه، فربما يكون له تأويل يعتمد عليه، والا فالعقل والنقل يقتضيان أن يكون فضل صوم هذا اليوم المعظم المشار إليه على قدر تعظيم الله جل جلاله لهذا اليوم المقدس، وفوائد المولود فيه صلوات الله وسلامه عليه، الا أن يكون معنى قولهم عليهم السلام: يعدل عند الله جل جلاله صيام سنة، فيكون تلك السنة لها من الوصف والفضل ما لم يبلغ سائر السنين إليه، فهذا تأويل