فاستسلمنا لما يدل عليه لسان الحال من كمال ذلك الاقبال واستعنا بصاحب القوة المعظمة لذاته ان يعرفنا قدر ذلك اليوم السعيد وجسيم هباته وصلاته، وان يعلمنا كيفية الشكر على ما عجزنا عن وصفه، ويلهمنا كشف ما أقررنا بالقصور عن كشفه، ويقبل بنا على ما ريد من القبول وتعظيم المرسل والرسول.
فصل (97) فيما نذكره من تعظيم اليوم السابع والعشرين من رجب بالمنقول روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر محمد بن بابويه باسناده في أماليه إلى الصادق عليه السلام قال: ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب الله له اجر صيام سبعين سنة (1).
وروى ذلك أيضا جعفر بن محمد الدوريستي باسناده في كتاب الحسنى إلى علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: صيام يوم سبعة وعشرين من رجب يعدل عند الله صيام سبعين سنة.
ومما رويناه في تعظيم صوم هذا اليوم بإسنادنا إلى شيخنا المفيد رحمه الله فيما ذكره في التواريخ الشرعية من نسخة قد كتبت في حياته عند ذكر رجب فقال ما هذا لفظه:
وفي اليوم السابع والعشرين منه كان مبعث النبي صلى الله عليه وآله، ومن صامه كتب الله له صيام ستين سنة.
أقول: وينبه على تعظيم هذا اليوم ما رويناه في ليله انها خير للناس مما طلعت عليه الشمس، فإذا كانت الليلة التي جاورته بلغت إلى هذا التعظيم فكيف يكون اليوم الذي هو سبب في تعظيمها عند أهل الصراط المستقيم.
وروينا بإسنادنا إلى أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه فيما رواه عن الحسن بن راشد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: غير هذه الأعياد شئ؟ قال: نعم أشرفها وأكملها، اليوم الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: قلت: فأي يوم هو؟