نفسي، يا عظيم يرجى لكل عظيم، اغفر لي العظيم، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم.
ثم رفع رأسه ثم عاد ساجدا فسمعته يقول:
أعوذ بنور وجهك الذي أضاءت له السماوات والأرضون، وانكشفت له الظلمات، وصلح عليه أمر الأولين والآخرين من فجأة نقمتك، ومن تحويل عافيتك، ومن زوال نعمتك، اللهم ارزقني قلبا تقيا نقيا، ومن الشرك بريئا، لا كافرا ولا شقيا.
ثم عفر خديه في التراب فقال:
عفرت وجهي في التراب، وحق لي أن أسجد لك.
فلما هم رسول الله صلى الله عليه وآله بالانصراف هرولت إلى فراشها، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فراشها وإذا لها نفس عال، فقال لها رسول الله: ما هذا النفس العالي أما تعلمين أي ليلة هذه؟ هذه ليلة النصف من شعبان، فيها تقسم الأرزاق، وفيها تكتب الآجال، وفيها يكتب وفد الحاج، وإن الله ليغفر في هذه الليلة من خلقه أكثر من عدد شعر معزي كلب (1) وينزل الله تعالى ملائكته من السماء إلى الأرض بمكة (2).
فصل (48) فيما نذكره من رواية أخرى بسجدات ودعوات عن النبي صلى الله عليه وآله ليلة النصف من شعبان رويناها بإسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي رحمة الله عليه رواها عن بعض نساء النبي صلى الله عليه وآله قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في ليلة التي كان .