الساقين ضخم البطن رقيق العنق ضخم الرأس على هذا الركن - وأشار بيده إلى الركن اليماني - يمنع الناس من الطواف حتى يتذعروا (1) منه، قال ثم يبعث الله له رجلا مني - وأشار بيده إلى صدره، فيقتله قتل عاد وثمود وفرعون ذي الأوتاد، قال: فقال له عند ذلك عبد الله بن الحسن: صدق والله أبو عبد الله عليه السلام، حتى صدقوه كلهم جميعا (2).
أقول: فهل تراهم الا عارفين بالمهدي وبالحق اليقين، ولله متقين.
فصل: ومما يزيدك بيانا ما رواه ان بني الحسن عليه السلام ما كانوا يعتقدون فيمن خرج منهم انه المهدي صلوات الله عليه وآله وان تسموا بذلك ان أولهم خروجا وأولهم تسميا بالمهدي محمد بن عبد الله بن الحسن عليه السلام، وقد ذكر يحيى بن الحسن الحسيني في كتاب الأمالي بإسناده عن طاهر بن عبيد، عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن عليه السلام انه سئل عن أخيه محمد: أهو المهدي الذي يذكر؟ فقال:
ان المهدي عدة من الله تعالى لنبيه صلوات الله عليه وعده ان يجعل من أهله مهديا لم يسم (3) بعينه ولم يوقت زمانه، وقد قام أخي لله بفريضة عليه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فان أراد الله تعالى ان يجعله المهدي الذي يذكر فهو فضل الله يمن به على من يشاء من عباده، والا فلم يترك أخي فريضة الله عليه لانتظار ميعاد لم يؤمر بانتظاره - وهذا آخر لفظه حديثه (4).
وروي في حديث قبله بكراريس من الأمالي عن أبي خالد الواسطي ان محمد بن عبد الله بن الحسن قال: يا أبا خالد اني خارج وانا والله مقتول - ثم ذكر عذره في خروجه مع علمه انه مقتول - وكل ذلك يكشف عن تمسكهم بالله والرسول صلى الله عليه وآله.