ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (1) وقال عز من قائل: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (2) وروى عن الحسن البصري رضى الله تعالى عنه أنه قال: عجبا لمكروب غفل عن خمس وقد عرف ما جعل لمن قالهن. قوله: (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع إلى - قوله - هم المهتدون (3) وقوله تعالى: (وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد * فوقاه الله سيئات ما مكروا (4) وقوله تعالى:
(وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين (5) وقوله: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم - إلى قوله - والله ذو فضل عظيم (6) وقوله تعالى:
(وأيوب إذ نادى ربه أنى مسني الضر - إلى قوله - وذكرى للعابدين (7)) وروى عن الحسن البصري رضي الله عنه أيضا أنه قال: من لزم قراءة هذه الآيات في الشدائد كشفها الله تعالى عنه، لأنه قد وعد وحكم فيهن بما جعله لمن قالهن وحكمه تعالى لا يبطل، ووعده لا يخلف. وقد ذكر تعالى فيما قصه من أخبار الأنبياء شدائد ومحنا استمرت على جماعة منهم وضروبا جرت عليهم من البلاء فأعقبها بفرج وتخفيف، وتداركهم منها بصنع جليل لطيف.
فأول ممتحن منهم آدم عليه السلام أبو البشر فان الله جل جلاله خلقه في الجنة وعلمه الأسماء كلها وأسجد الملائكة له، ونهاه عن أكل الشجرة. فوسوس له الشيطان، فكان منه ما قاله الرحمن في محكم القرآن: (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى (8) هذا بعد أن أهبطه من الجنة إلى الأرض