وإذا رجعت زدت في مقاتلتنا عدة من هلك منا وفارقنا، فإن ذلك أقوى لنا على عدونا فأقبلت بكم حتى إذا أطللتم 1 على الكوفة أمرتكم أن تنزلوا بالنخيلة، وأن تلزموا معسكركم، وأن تضموا قواضبكم 2، وأن توطنوا على الجهاد أنفسكم، ولا تكثروا زيارة أبنائكم ونسائكم، فإن أصحاب الحرب المصابروها، وأهل التشمير فيها الدين لا ينوحون 3 من سهر ليلهم ولا ظمأ نهارهم ولا خمص بطونهم ولا نصب أبدانهم، فنزلت طائفة منكم معي معذرة 4، ودخلت طائفة منكم المصر عاصية، فلا من بقي منكم ثبت وصبر، ولا من دخل المصر عاد إلى ورجع، فنظرت إلى معسكري وليس فيه خمسون رجلا، فلما رأيت ما أتيتم دخلت إليكم فما قدرت على أن تخرجوا معي إلى يومنا هذا.
(٣١٥)