هؤلاء إلا فراقهم إيانا لم يعظم فقدهم علينا فنأسى عليهم فإنهم قلما يزيدون في عددنا لو أقاموا معنا ولقلما ينقصون من عددنا بخروجهم منا ولكنا نخاف أن يفسدوا علينا جماعة كثيرة ممن يقدمون عليهم من أهل طاعتك، فأذن لي في اتباعهم حتى أردهم عليك إن شاء الله.
فقال له علي عليه السلام: اخرج في آثارهم راشدا: فلما ذهب ليخرج قال عليه السلام له: وهل تدري أين توجه القوم؟ - فقال: لا والله ولكني أخرج فأسأل وأتبع الأثر، فقال له علي عليه السلام: اخرج - رحمك الله - حتى تنزل دير أبي موسى 1 ثم لا تبرحه حتى يأتيك أمري فإنهم إن كانوا قد خرجوا ظاهرين بارزين للناس في جماعة فإن عمالي ستكتب إلي بذلك، وإن كانوا متفرقين مستخفين فذلك أخفى لهم، وسأكتب إلى من حولي من عمالي فيهم.
فكتب نسخة واحدة وأخرجها إلى العمال:
بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من قرأ كتابي