فقد أحسنتم البلاء، وقضيتم ما عليكم، وسل عن أخي بني ناجية، فإن بلغك أنه قد استقر ببلد من بلاد المسلمين 1 فسر إليه حتى تقتله أو تنفيه، فإنه لن يزال 2 للمسلمين عدوا وللقاسطين 3 وليا ما بقي، والسلام قال: فسأل معقل عن مسيره والمكان الذي انتهى إليه فنبئ بمكانه بالأسياف 4 أسياف فارس 5، وأنه قد رد قومه عن طاعة على وأفسد من قبله من عبد القيس ومن والاهم من سائر العرب، وكان قومه قد منعوا الصدقة عام صفين ومنعوها في ذلك العام أيضا [فكان عليهم عقالان 6] فسار إليهم معقل بن قيس في ذلك الجيش من أهل الكوفة وأهل البصرة فأخذوا على أرض فارس حتى انتهوا إلى أسياف البحر، فلما سمع الخريت بن راشد بمسيره أقبل على من كان معه من أصحابه ممن يرى رأي الخوارج، فأسر إليهم إني أرى رأيكم فإن عليا لم ينبغ له 7 أن يحكم الرجال في أمر 8 الله، وقال للآخرين من أصحابه مسرا إليهم: إن عليا قد حكم حكما ورضى به فخلعه 9 حكمه الذي ارتضاه لنفسه فقد رضيت أنا من قضائه وحكمه ما ارتضاه لنفسه، وهذا كان الرأي الذي خرج عليه من الكوفة، وقال مسرا لمن يرى رأي عثمان: أنا والله على
(٣٥٥)