الزيادات وتكرارات " قد أسقط أسانيد الروايات في أحاديثها التأريخية بأسرها إلا نادرا وبعض أسانيد أحاديثها الأخلاقية كما يظهر ذلك بالنظر في شرح نهج البلاغة عند نقله روايات الثقفي عن كتابه الغارات فإنه لما كانت النسخة التي عنده كاملة يورد الأحاديث بأسانيدها كما أشرنا إليه في مطاوي تعليقاتنا على الكتاب عند إشارتنا إلى المآخذ بخلاف الأحاديث التي أوردها في أوائل الكتاب.
ويشير الناسخ في كل حديث ينقله بقوله: " حدثنا محمد " إلى ما ورد في أول الكتاب بعنوان " محمد بن يوسف " وذكرنا في التعليقة أن المراد به محمد يوسف بن يعقوب الجعفري الدين الزاهد من أصحاب العياشي، وبقوله: " حدثنا الحسن " إلى ما ورد أيضا في سند أول حديث من الكتاب بعنوان " الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني " وقد بيناه في التعليقات، وبقوله: " حدثنا إبراهيم " إلى ما ورد أيضا في أول الكتاب بعنوان " إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي " وهو مؤلف هذا الكتاب وقد عرفت ترجمته.
قد ورد في بعض أسانيد الروايات رجل بكنيته فقط وفي بعضها الآخر باسمه واسم أبيه وفي بعضها الآخر بلقبه أو نسبه كقوله: " علي بن محمد بن أبي سيف " أو ابن أبي سيف، أو المدائني، وكيحيى بن صالح وأبي زكريا والحريري ومراده منهما علي بن محمد بن أبي سيف المدائني ويحيى بن صالح أبي زكريا ولهما نظائر يفضى ذكرها إلى طول وقد أشرنا في تلك الموارد إلى ما يعينه بقدر الاستطاعة.
ومنها أيضا أن النسخة التي أخذت وانتسخت نسختنا هذه منها قد كانت مشوشة ممزقة بحيث قد خرجت عن ترتيبها الأصلي ونظامها التأليفي فقدمت أوراق وأخرت أخرى فاستنسخ الناسخ نسخته عنها كما كان ولم يتيسر له تحقيقه فوقع صدر حديث في ورقة وذيلها بعد عدة أوراق أو قبلها وفي غير بابه فانقطع الربط بين صدر الحديث وذيله ووقع بينهما أحاديث أخر وتفطن الناسخ في بعض الموارد بعدم الارتباط وصرح به بقوله: " قد سقط من الأصل قائمة " (أنظر ص 87، س 6) وقال في مورد آخر في الهامش: " [هنا] احتمال سقط " (أنظر ص 511، س 5)