دائرة معارف تزودك بمعلومات لغوية وأدبية وتأريخية وفلسفية على صعيد واحد ضمن إطار " نهج البلاغة للإمام علي.
وليس هذا فحسب بل أن كثيرا من الكتب التي أصبحت في عداد التراث العربي المفقود لا تزال عناوينها ومقتبسات منها محفوظة فيه.
(إلى أن قال) ولقد ذكرنا في بداية بحثنا هذا أن شرح ابن أبي الحديد يضم أجزاءا من كتب لم يبق لها أثر وهو من هذه الناحية أشبه بمتحف المخطوطات ممزقة قديمة فمن تلك مثلا كتاب صفين لنصر بن مزاحم المنقري وكتاب التاج لابن الراوندي وكتاب العباسية للجاحظ، والموفقيات لزبير بن بكار وكتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري، وكتاب وقعة الجمل لأبي مخنف وكتاب الغارات لابن هلال الثقفي وكتاب الجمع بين الغريبين للهروي والجراح لقدامة بن جعفر.
ويلوح أن ما تبقى من كتاب الغارات في مضامير شرح ابن أبي الحديد أكثر من غيره من المصادر البائدة ".
فقال عبد الزهراء الحسيني المذكور معترضا عليه ما نصه:
" ليس كتاب الغارات من الكتب البائدة، توجد منه مخطوطة بمكتبة الإمام البروجردي بقم ".
أقول: إني لما اطلعت على كلامه هذا سافرت إلى قم ولاقيت السيد المعظم الحاج آقا حسن - أطال الله بقاءه - نجل آية الله السيد البروجردي - قدس سره - وذكرت له أني أصحح كتاب الغارات للثقفي عازما على طبعه وقلت له ما ذكره الخطيب فإن كان الكلام صحيحا والكتاب موجودا فاجعلوه في اختياري حتى أستفيد منه فأجاب بأني لست مطلعا على وجوده فيما عندي من كتب والدي رحمه الله، ومع ذلك أراجع الكتب، فإن ظفرت به أكتب إليكم وأخبركم بوجوده فتستفيدون منه، فرجعت ولم يكتب إلى شيئا فظهر لي أن ليس من هذا الكتاب أثر في مكتبته.