خشيت أن يفسد عليك عبد الله بن وهب 1، وزيد بن حصين الطائي 2. إني سمعتهما يذكرانك بأشياء لو سمعتها لم تفارقهما عليها حتى تقتلهما أو توثقهما، فلا يفارقان محبسك أبدا، فقلت: إني مستشيرك فيهما، فماذا تأمرني به؟ - قال: إني آمرك أن تدعو بهما فتضرب رقابهما، فعلمت أنه لا ورع له ولا عقل، فقلت: والله ما أظن أن لك ورعا ولا عقلا نافعا، والله كان ينبغي لك أن تعلم أني لا أقتل من لم يقاتلني ولم يظهر لي عداوته، ولم يناصبني بالذي كنت أعلمتكه من رأيي حيث جئتني في المرة الأولى ووصفت أصحابك عندي، ولقد كان ينبغي لك لو أردت قتلهم أن تقول لي:
إتق الله، لم تستحل قتلهم؟! ولم يقتلوا أحدا ولم ينابذوك ولم يخرجوا من طاعتك.
(قال: انقضى خبر بني ناجية).