جنده وعن عدوه، إنا دفعنا إلى عدونا بالأسياف فوجدنا بها قبائل ذات عدة وحدة 1 وجد، وقد جمعوا لنا 2 فدعوناهم إلى الطاعة والجماعة وإلى حكم الكتاب والسنة وقرأنا عليهم كتاب أمير المؤمنين، ورفعنا لهم راية أمان، فمالت إلينا منهم طائفة وثبتت طائفة أخرى 3 فقبلنا من 4 التي أقبلت، وصمدنا إلى التي أدبرت، فضرب الله وجوههم ونصرنا عليهم، فأما من كان مسلما فإنا مننا عليه وأخذنا بيعته لأمير المؤمنين وأخذنا منهم الصدقة التي كانت عليهم، وأما من ارتد فإنا عرضنا عليهم الرجوع إلى الإسلام وإلا قتلناهم، فرجعوا إلى الإسلام غير رجل واحد فقتلناه، أما النصارى فإنا سبيناهم وأقبلنا بهم ليكونوا نكالا لمن بعدهم من أهل - الذمة لكيلا يمنعوا 5 الجزية، ولكيلا يجترئوا على قتال أهل القبلة، وإنهم 6 للصغار والذلة أهل، رحمك الله يا أمير المؤمنين وأوجب لك جنات النعيم، والسلام.
ثم أقبل بالأسارى حتى مر على مصقلة بن هبيرة الشيباني وهو عامل لعلي عليه السلام على أردشير خرة 7 وهم خمسمائة إنسان، فبكى إليه النساء والصبيان، وصاح الرجال: يا أبا الفضل، يا حامل الثقل 8 ومأوى الضعيف، فكاك العناة 9