بعدهما وال أحدث أحداثا فوجدت الأمة عليه مقالا، فقالوا، ثم نقموا عليه فغيروا.
ثم جاؤوني، فبايعوني، فأستهدي الله الهدى وأستعينه على التقوى، ألا وإن لكم علينا العمل بكتاب الله وسنة رسوله والقيام بحقه والنصح لكم بالغيب، والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل. وقد بعثت إليكم قيس بن سعد [الأنصاري] أميرا فوازروه وأعينوه على الحق، وقد أمرته بالإحسان إلى محسنكم والشدة على مريبكم والرفق بعوامكم وخواصكم، وهو ممن أرضى هديه 1 وأرجو صلاحه ونصيحته، نسأل الله لنا ولكم عملا زاكيا، وثوابا جزيلا، ورحمة واسعة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكتب عبيد الله بن أبي رافع في صفر سنة ست وثلاثين.
وقال: لما فرغ من قراءة الكتاب قام قيس بن سعد خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال: الحمد لله الذي أمات الباطل وأحيى الحق 2 وكبت الظالمين، أيها الناس إنا بايعنا خير من نعلم بعد نبينا - صلى الله عليه وآله - فقوموا فبايعوا على كتاب الله وسنة نبيه، فإن نحن لم نعمل فيكم بكتاب الله وسنة رسوله فلا بيعة لنا عليكم، فقام الناس فبايعوا،