وعلي السلاح، فقال لي زياد: يا ابن أخي والله ما لي عنك من غنى وإني لأحب أن تكون معي في وجهي هذا، فقلت له: إني قد استأذنت أمير المؤمنين في ذلك فأذن لي، فسر بذلك ثم إنا خرجنا حتى أتينا الموضع الذي كانوا فيه، فسألنا عنهم 1 فقيل لنا: إنهم قد أخذوا نحو المدائن 2 فلحقناهم وهم نزول بالمدائن 3 وقد أقاموا بها يوما وليلة وقد استراحوا وأعلفوا دوابهم فهم جامون 4 مريحون، وأتيناهم وقد انقطعنا 5 ولغبنا 6 ونصبنا، فلما رأونا وثبوا على خيولهم واستووا عليها وجئنا حتى انتهينا إليهم فواقفناهم، فنادانا صاحبهم الخريت بن راشد: يا عميان القلوب والأبصار أمع الله أنتم ومع كتابه وسنة نبيه أم مع القوم الظالمين؟ - فقال له زياد بن خصفة: لا، بل والله نحن مع الله وكتابه وسنة رسوله ومع من الله ورسوله وكتابه آثر عنده من الدنيا ثوابا، ولو أنها منذ يوم خلقت إلى يوم تفنى لآثر الله عليها، أيها العمي الأبصار والصم القلوب والأسماع.
(٣٤٣)