وقد روى أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود قال: كان أبو وائل عثمانيا وكان زر بن حبيش علويا ".
أقول: ذكر أيضا هنا أحاديث تدل على بغض عدة لأمير المؤمنين عليه السلام يستظهر من كلامه أنه نقلها عن الغارات ومن ثم نقلنا جميعها في مواردها من التعليقات تتميما لعبارة المتن (أنظر ص 559 وما بعدها) وما ذكره أيضا في ذيل هذا الكلام (ص 372) بقوله: " وقد روى صاحب كتاب الغارات حديث البراءة على غير الوجه المذكور في كتاب نهج البلاغة قال: أخبرنا يوسف بن كليب المسعودي عن يحيى ابن سليمان العبدي عن أبي مريم الأنصاري عن محمد بن علي الباقر عليه السلام قال:
خطب علي عليه السلام على منبر الكوفة فقال: سيعرض عليكم سبي وستذبحون عليه فإن عرض عليكم سبي فسبوني، وإن عرض عليكم البراءة مني فإني على دين محمد صلى الله عليه وآله ولم يقل: فلا تبرأوا مني. وقال أيضا: حدثني أحمد بن مفضل قال: حدثني الحسن ابن صالح عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: قال على عليه السلام: والله لتذبحن على سبي، وأشار بيده إلى حلقه ثم قال: فإن أمروكم بسبي فسبوني، وإن أمروكم أن تبرأوا مني فإني على دين محمد صلى الله عليه وآله ولم ينههم عن إظهار البراءة ".
ويمكن أن يقال: إن ابن أبي الحديد قد روى الحديثين عن الثقفي لكن عن غير كتاب الغارات لعدم معهودية رواية الثقفي في هذا الكتاب عن الباقر والصادق عليهما السلام إلا في موارد قليلة جدا فتدبر.
ونظيرهما أيضا ما ذكره في شرح النهج في ذيل خطبة صدرها: " أما بعد حمد الله والثناء عليه أيها الناس فإني فقأت عين الفتنة " بقوله: " وقد روى ابن هلال صاحب كتاب الغارات أن الحسن عليه السلام كلم أباه في قتال أهل البصرة بكلام أغضبه فرماه ببيضة حديد عقرت ساقه فعولج منها شهرين " (أنظر ج 2، ص 175).
لكنه غير موجود في الغارات كما أشرنا إلى ذلك في تعليقاتنا (أنظر ص 6) فكأن ابن أبي الحديد قد نقله عن غير الغارات من كتب الثقفي.
ومن خصائص النسخة أن ناسخها كما أشار إليه في آخرها بقوله: " بحذف