تباركت ربنا وتعاليت) رواه أحمد. ولفظه له. وتكلم فيه، وأبو داود والترمذي وحسنه من حديث الحسن ابن علي. قال: علمني النبي (ص) كلمات أقولهن في قنوت الوتر: اللهم اهدني - إلى - وتعاليت وليس فيه ولا يعز من عاديت ورواه البيهقي، وأثبتها فيه.
وتبعه المؤلف وغيره، والرواية إفراد الضمير، وجمعها المؤلف. لأن الامام يستحب له أن يشارك المأموم في الدعاء. وفي الرعاية لك الحمد على ما قضيت نستغفرك اللهم ونتوب إليك. لا لجأ ولا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك (اللهم إنا نعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك) قال الخطابي: في هذا معنى لطيف. وذلك أنه سأل الله أن يجيره برضاه من سخطه. وهما ضدان ومتقابلان. وكذلك المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة، لجأ إلى من لا ضد له، وهو الله. أظهر العجز، والانقطاع. وفزع منه إليه، فاستعاذ به منه.
قال ابن عقيل: لا ينبغي أن يقول في دعائه: أعوذ بك منك. إذ حاصله أعوذ بالله من الله.
وفيه نظر. إذ هو ثابت في الخبر (لا نحصي ثناء عليك) أي لا نحصي نعمك. والثناء بها عليك. ولا نبلغه ولا نطيقه. ولا منتهى غايته. والاحصاء: العد والضبط والحفظ. قال تعالى: * (علم أن لن تحصوه) * أي تطيقوه (أنت كما أثنيت على نفسك) اعتراف بالعجز عن تفصيل الثناء. ورد إلى المحيط علمه بكل شئ جملة وتفصيلا. كما أنه تعالى لا نهاية لسلطانه وعظمته، لا نهاية للثناء عليه لأنه تابع للمثنى عليه. روي أن النبي (ص) كان يقول في آخر وتره: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك. أنت كما أثنيت على نفسك رواه الخمسة ورواته ثقات. قال في الشرح: ويقول في قنوت الوتر ما روي عن النبي (ص) وأصحابه.
وهو معنى ما نقله أبو الحرث، يدعو بما شاء، واقتصر جماعة على دعاء اللهم اهدنا